الأحد، 8 سبتمبر 2013

أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة

أماكن الترجمة المعتمدة ويدعى حاليا الصعيد أو الوجه القبلي ، وهو عبارة عن شريط ضيق من الأراضي الزراعية المنتشرة على جانبي النهر ، يبلغ طوله حوالي (900 كم) ، بينما يتراوح عرضه من (10 –30 ميلا) أماكن الترجمة المعتمدة  ، ويمتد من الشلال الأول عند الفنتين في الجنوب إلى رأس الدلتا بالقرب من منف في الشمال(1) أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة  ، وتحيط به الصحاري المرتفعة من الشرق والغرب(2) . 

     وعلى الرغم من أن تلك الهضاب تمثل جداراً طبيعياً عازلاً ، ألا أنه كان ينحدر منها العديد من الممرات الطبيعية التي كانت تغذي نهر النيل بمجاري السيول والأنهار في العصور الجليدية الممطرة ، ثم استخدمت هذه الممرات في عهد الفراعنة طرقاً للتجارة ربطت مصر بعالم البحر الأحمر أماكن الترجمة المعتمدة  من جهة ، وبليبيا من جهة أخرى(3) . 
    وقد كان الوادي ودلتاه عبارة عن خلجان بحرية  أماكن الترجمة المعتمدة كبيرة في العصور القديمة غير أماكن الترجمة المعتمدة  صالحة للسكن ، ولكن الرواسب الخشنة التي كانت تحملها الأمطار آنذاك من الصحاري المحيطة بها بالإضافة إلى الرواسب التي جلبها نهر النيل من منابعه في البحيرات ألاستوائيه وروافده الحبشية وخاصة من عطبره ، أدت إلى تحويل هذه الخلجان البحرية بمرور الوقت إلى مناطق يابسة وخصبه تساعد على السكن والاستقرار(4) .
    ولذلك فقد أخذ السكان يهجرون الصحاري ليستقروا في الوادي وتربته الفيضيه بالقرب من موارد المياه منذ الألف الخامس  قبل الميلاد تقريباً ، ولاسيما بعد أن أخذت فرص العيش تقل تدريجياً في الصـحراء عقب انتهاء العصـور المطيرة في حدود سنة (5500 ق.م) ، ورافق ذلك انصراف المصريين القدماء إلى استنبات النبات في تربة الوادي بدلا من جمعه وإلى تدجين الحيوان عوضا عن صيده ، فنشأت القرى الزراعية على ضفاف النيل ، ثم تحولت بمرور الوقت إلى وحدات كبيرة بفعل المشاكل الجادة التي واجهت أماكن الترجمة المعتمدة الساكنين فيها وأبرزها خطر الفيضان السنوي(5) الذي كان يتطلب تظافر جهود الجميع لدرئه والحد من آثاره ، وذلك ببناء القرى على المناطق المرتفعة عن مياه الفيضان وتقوية السدود وغيرها من الإجراءات اللازمة الأخرى ، أضف لـذلك أن الزراعة فـي مصر كانت تعتمد على الري الحوضي ، مما يتطلب 
أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة 
تظافر جهود الجميع لمعالجة هذه المسألة أيضاً ، وهكذا أخذت القرى الصغيرة في الاتحاد حتى تكونت الولايات الكبيرة التي أصبح لها كيانها المستقل ، ثم اندمجت الأخيرة في مملكتين إحداهما في مصر العليا والأخرى في مصر السفلى ، تلا ذلك توحيد البلاد في ظل دولة القطر الواحد سنة أماكن الترجمة المعتمدة (3200 ق.م)(1) . 
     ولم تقتصر أهمية نهر النيل على تكوين تربة الوادي الخصبة واجتذاب الناس للسكن حوله، وما ترتب على ذلك من قيام المجتمعات المتحضرة في البلاد ،  بل لولاه لأصبحت مصر كلها صحراء وما أمكن العيش فيها إطلاقاً ، لأنه بعد حلول الجفاف وانعدام الأمطار في مطلع العصر الحجري الحديث أصبح النيل مصدر المياه الرئيسي في مصر عليه أعتمد سكانها القدماء في مأكلهم ومشربهم وسقي أراضيهم الزراعية وكل ما له علاقة بحياتهم اليومية(2) . 
     كما ساعد النيل على ربط شطري البلاد ببعضها البعض وسهولة الاتصال بينهما ، وذلك بواسـطة السـفن والقوارب النهرية التي كانت تجوب مياهه حاملة علـى متنها المسافرين الذين كانوا لا يجدون صعوبة في التنقل بين شطري البلاد ، لأن المسافر حينما يبحر نحو الشمال يساعده تيار النهر في رحلته وتبقى السفن أشرعتها مخفوضة ، أما إذا كان السفر إلـى الجنوب فأن السفن الملاحية كانت ترفع أشرعتها عاليا لتساعدها الرياح الشمالية السائدة في القطر معظم العام أثناء رحلتها(3).
     كذلك كان لمجرى النيل وفيضانه السنوي ابلغ الأثر في عقائد المصريين القدماء وفي عاداتهم وتقاليدهم(4)، فقد جعلوا منه ألهاً وعبدوه بهيئة إنسان وأطلقوا عليه اسم (حابي) كما أسموه (أترعا) أي المجرى العظيم(5) .
     ونظرا لما تقدم فلا غرابة أن نجد المؤرخ ( هيردوت ) عندما يتحدث عن مصر يقول إنها هبة النيل(6) .
     هذا وأشتهر من مدن الوادي القديمة ، مدينة طيبة الواقعة على الضفه الشرقيه للنيل بالقرب من الأقصر ، وكانت عاصمة للدولتين المصريتين الوسطى (2052-1778 ق.م) والحديثة ، وقد عثر فيها على الكثير من الآثار أهمها معبدا الأقصر والكرنك ، ووادي الملوك ووادي الملكات وتمثالان لأشهر الهة مصر القديمة (أمون) ، وهناك أيضا مدينة أخيتاتون (تل العمارنة حالياً ) الواقعة شرق النيل بأسيوط ، وقد بناها الفرعون أخناتون (1367-1350 ق.م) ونقل إليها العاصمة من طيبة في أوائل حكمة (1) . 
أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة 
ب – الدلتا ( مصر السفلى ) 
     تمتد الدلتا من مدينة منف حتى سواحل البحر المتوسط ، وأثناء امتدادها نحو البحر تنحدر انحداراً تدريجياً حتى إذا لاقته أصبحت في مستواه تقريبا ، أو أقل منه كما هو الحال في بعض الأراضي الشمالية(2)، وقد أسماها المصريون القدماء مصر السفلى  ( تامحيت ) في حين أسماها اليونان (الدلتا) لمشابهتها أحد أحرف هجائهم المثلث الشكل ( دلتا      )(3).
     ومع إن الدلتا تعد مكملة لمصر العليا ، إلا أن معالمها الطبيعية مختلفة عنها تماما ، مما يوحي للناظر بأن هناك منطقة جغرافية أخرى قد بدأت حدودها بالقرب من منف ، فأراضي الدلتا تمتاز مقارنة بالوادي باتساعها وشدة استوائها ، لأن النيل يبدأ بالانفراج بالقرب من منف، ثم يتفرع في الصحراء الشرقية على شكل مثلث قاعدته في الشمال(4)، ويبلغ عرض الدلتا حوالي مائتي ميل ، بينما يصل طولها إلى المئة ميل(5) ، كما إنها تمتاز بخلوها من التلال من على جانبيها(6)، ويتأثر مناخها بالبحر المتوسط ، مما يجعلها ألطف مناخاً من مصر العليا وتسقط فيها الأمطار شتاءً(7) . 
     كانت الدلتا فـي الماضي السحيق عبارة عـن خليج من خلجان البحر المتوسط ولا تصلح 
للسكن إطلاقاً ، ولكن بمرور الوقت أخذت تمتلىء تدريجياً بأرسابات نهر النيل حتى تحولت في أواخر العصر الحجري الحديث إلى أرض خصبة تصلح للزراعة والسكن ، لا بل أنها أصبحت من أخصب بقاع العالم آنذاك واحتوت مستنقعاتها وبحارها المائية الكثير من الأسماك والطيور المائية ، لذا بدأ السكان آنذاك يتدفقون بأعداد كبيرة على أراضيها الخصبة يساعدهم في ذلك استواء هذه الأراضي وانبساطها ، وقد شكل هذا العامل مصدر قلق كبيرا للفراعنة إزاء الغزاة والوافدين الأجانب الذين كانوا يتدفقون على الدلتا عبر البحر الأحمر ، أو براً من جهة بلاد الشام لاسيما في فترات الضعف السياسي(1).
    الجدير بالذكر أن الدلتا كانت تروى في العصور القديمة من فروع النيل السبعة التي تصب في البحر المتوسط ،غير أنه لم يبق منها الآن إلا فرعا دمياط (تانتي) في الشرق ، ورشيد (طانوبي) في الغرب(2).
      واشتهر من مدن الدلتا القديمة مدينة منف التي أنشأها الفرعون ( مينا ) جاعلاً منها قاعدة عسكرية مهمة يعتمد عليها في فرض سيطرته على مدن الدلتا الأخرى ، وقد نقلت إليها العاصمة في عهد الأسرة المصرية الثالثة ( 2780-2680ق.م ) ، وكذلك مدينة هليوبوليس (عين شمس حالياً) التي تبوأت المكانة العظمى في عهد الدولة المصرية الوسطى ، بالإضافة إلى مدينة أفاريس (صان الحجر حالياً) التي اتخذها الهكسوس(3) عاصمة لهم بعد احتلالهم لمصر أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، ثم أهملت فترة طويلة من الزمن بعد خروج الهكسوس من مصر في مطلع القرن السادس عشر قبل الميلاد ، حتى أعيد تجديدها وبناؤها في عهد الفرعون رعمسيس الثاني (1290 – 1223 ق.م) الذي اتخذها حاضرة لبلاده واسماها (بررعمسيس )(4).
     وتجدر الأشاره أنه في عهد الدولة المصرية الحديثة أخذت مصر العليا تعرف بـ(أرض الجنوب) في حين أطلق على مصر السفلى (أرض الشمال) ، وقد ضم الجنوب المناطق الواقعة بين الألفنتين وأسيوط في الشمال ، أما المناطق الواقعة شمال أسيوط فقد دخلت تحت الحدود الإدارية لأرض الشمال(1). 
ج ـ الصحاري :
     قبل أن يتحول الأنسان المصري القديم إلى السكن في وادي النيل والدلتا مطلع العصر الحجري الحديث ، كان يعيش في الصحاري المحيطه بهما (الصحراء الشرقيه ، الصحراء الغربيه ، شبه جزيرة سيناء) طوال العصر الحجري القديم ـ الذي يقدره العلماء بنصف مليون سنه ـ حيث كان الوادي والدلتا أنذك مغمورين بالمياه ، بينما كانت هذه الصحاري ملائمه للسكن بسبب كثرة تساقط الأمطار(2) .
     وحتى عندما هجرها المصريون القدماء للعيش في الوادي والدلتا ، فأنها لم تفقد أهميتها بالنسبة لهم(3)، أذ أنها كانت أيضاً غنيه بثرواتها الطبيعيه ، كالمعادن من الذهب والفضة والنحاس ، بالأضافه إلى الأحجار ، لذا فقد شرع الفراعنه بأستقلالها منذ بدايات عصر الأسرات ، مما أسهم أسهاماً فاعلاً في أزدهار المجتمع المصري وبناء حضارته الإنسانية(4) .
     تحد الصحراء الشرقيه الوادي والدلتا من جهة الشرق ، وهي عبارة عن هضبة مرتفعة تمتد بين النيل غربا والبحر الأحمر شرقا وأراضي شرق السودان جنوبا والدلتا شمالاً(5)، وتطل بسلسلة من الجبال العالية على البحر الأحمر ، التي تنحدر انحدارا تدريجيا نحو وادي النيل غربا ، وقد كان لهذه الظاهرة من ظاهرات السطح أثرها في الناحية المناخية ، فمن المعروف أن مصدر الرطوبة في شمال أفريقيا هو المحيط الأطلسي والرياح الغربية القادمة منه ، وهذا يعني أن هذه الرياح تجتاز الصحراء الشرقية بدون عقبات تذكر حتى تصطدم بجال البحر الأحمر ، مما كان يتسبب في سقوط أمطار غزيرة في هذه الجهات إبان العصور المطيرة ، أدى آنذاك إلى جريان الوديان الكثيرة نحو وادي النيل ، أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة   وقد كانت هذه الوديان من الكثرة بحيث يمكن القول أن الحياة في العصور الممطرة كانت منتشرة في الصحراء الشرقية(6) . 
     ولكن لما انتهت هذه العصور وابتدأ عصر الجفاف ، جفت الوديان في الهضبة الشرقية ، فلم تعد الأخيرة ملائمة للسكن اطلاقا وغاية ما مارس الإنسان من نشاط فيها منذ ذلك الوقت اقتصر أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة   على أعمال التنقيب عن ثروتها المعدنية(1) . 
     أما الصحراء الغربيه فتعد جزء من الصحراء الأفريقية الكبرى ، وتقع غرب وادي النيل لايفصلها عنه سوى تلال جرداء ، كان المصريون القدماء ينحتون في صخورها قبور موتاهم(2)، وهي تمتد من وادي النيل في الشرق حتى الحدود المصريه ـ الليبيه في الغرب ومن البحر المتوسط شمالاً حتى حدود مصر الجنوبيه(3) .
     ومثل سابقتها الصحراء الشرقيه ، فأن هذه الصحراء هضبه أيضاً  v=ولكنها أقل أرتفاعاً من سابقتها ، وتمتاز عنها بأحتواءها على عدد كبير من المنخفضات والكثبان الرمليه مما ساعد على بقاء السكان فيها بشكل جزئي حتى بعد أنتهاء العصور المطريه ، ذلك أن الكثبان تعد بمثابة خزانات لمياه الأمطار التي تتسرب منها إلى المنخفضات المنتشره في الصحراء الغربيه، والتي تقع تحت مستوى وادي النيل وفي منطقه أحجار رمليه مساميه ، مما يساعد أيضاً على تسرب مياه النيل أنسياباً باطنياً إلى هذه النخفضات ومعنى هذا أن وجود المنخفضات في الصحراء الغربيه جعل هناك مصدر مائي دائم ومضمون يساعد الأنسان على الحياة فيها(4)، على عكس الصحراء الشرقيه التي لم تعد ملائمه للسكن بعد أنتهاء هذه العصور كما رأينا . 
     ولايعلم على وجه التحديد الطريقه التي تتكون بها هذه المنخفضات ، هل كان بفعل عامل التعريه الهوائيه ، أم بسبب التعريه المائيه(5) ، وأعظمها منخفض الفيوم الذي يعد أجمل واحه في الصحراء الغربيه وذو قيمه أقتصاديه مميزه ، وقبل عصر الأسرات الحاكمه في مصر كان أقليم الفيوم أشبه ببحيره عظيمه جراء فيضان النيل الذي يغمره ، وقد عمل فراعنه الأسره الثامنه عشره على تجفيف المستنقعات وأستصلاح الأراضي في الفيوم وأنشأوا لذلك سدوداً لتخزين مياه الفيضان ، لذلك أصبح أقليم الفيوم أعظم الأقاليم عمرانياً وسياسياً(6) .
     وتقع شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر ، وهي هضبه مثلثة الشكل قاعدتها في الشمال تطل على البحر المتوسط ورأسها في الجنوب ، ويحيط بها من الشرق والغرب خليجا العقبه والسويس(1). 
     وتتكون من ثلاثة أقسام ، أولها الجنوبي وهي منطقه وعره شديدة الصلابه وتكثر فيها الأوديه ، والأخر أوسط ويقع شمالي المنطقه الجنوبيه ويعرف بهضبة التيه ، التي تحتل ثلثي مساحه سيناء وتنحدر تدريجياً نحو البحر المتوسط ، والقسم الثالث شمالي وينحصر بين هضبة التيه جنوباً والبحر المتوسط شمالاً ، وهو عباره عن سهل ساحلي رملي يمتد بموازاة ساحل البحر المتوسط وتتخلله الكثبان الرمليه المبعثره التي يتراوح أرتفاعها بين (80-100 م) وتحجز في باطنها بعض مياه الامطار التي تسقط شتاءً بفعل الأعاصير ، ولذا تكثر في هذه النطقه الأبار ، مما ساعد في تكوين مورد هام للحياة فيها(2) .
أماكن الترجمة المعتمدة من سفارة الولايات المتحدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق