الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

عناوين وارقام افضل مكتب ترجمة فى مدينة نصر ترجمة معتمدة

إن هذا التباين في التضاريس الطبيعية المكونة لسطح بلاد الشام أثر على الوضع السياسي في البلاد ، حيث أنه لم يساعد على إيجاد بيئة تتسع اتساعا كافيا لنشوء دولة قوية كاملة ، ولذلك شهدت البلاد على مر العصور القديمة دويلات صغيرة كانت متناحرة فيما بينها من جانب ، وفي صراع مع القوى الكبرى الطامعة بأراضيها من جانب آخر ، والغلبة فيها دائما للأقوى(3)، كما انعكس هذا التباين على اختلاف السكان في بلاد الشام ايضا ، فمنهم سكان المناطق الساحلية والمدن العامرة ، ومنهم أيضا سكان الجبال ، بالإضافة إلى البدو والعشائر(4).
مكتب ترجمة فى مدينة نصر

مكتب ترجمة فى مدينة نصر

جـ ـ أهمية موقع بلاد الشام والطرق التي ربطته بالعالم الخارجي :-
   يشكل بلاد الشام القسم الغربي من الهلال الخصيب ، وتمتد حدوده من جبال طوروس شمالا حتى صحراء سيناء والبحر الأحمر وشبه جزيرة العرب جنوباً ، ويحده من الغرب البحر المتوسط ، ومن الشرق وادي الرافدين(5) .
     وقد جعله موقعه الإستراتيجي هذا بمثابة حلقة اتصال بين القارات التاريخية الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوربا)، وهو أمر عرضه على ممر العصور للأخطار والغزوات من جميع الجهات ، ففـي العصور القديمة فإن جيوش بـلاد الرافدين ما انقطعت عن اجتياح بـلاد الشام المرة تلو 

الأخـرى والحال يصدق كذلك على الجيوش المصرية والحيثية والميتانية، ومـن ثم على الفرس واليونان والرومان ، وفضلاً عن ذلك فإن وقوع بلاد الشام بين مركزي قطبي الحضارة ( بلاد الرافدين ومصر ) في العالم القديم حال دون ظهور حضارة أصلية فيها كتلك التي وجدت في بلاد الرافدين ومصر ، إذ تأثرت حضارتها بهاتين الحضارتين وأخذت عنها الكثير(1)، كما تعرضت بلاد الشام بحكم موقعها الجغرافي الى التاثيرات المختلفه من الأقوام الهندوأوربيه في جزر بحر أيجه واليونان والرومان ومن البر تأثرت أيضاً ببلاد فارس والهند ، وبالنظر لطبيعة أراضيها المفتوحه من جهة الشرق والجنوب فقد كانت محطاً لهجرات البدو القادمين من شبه الجزيره العربيه منذ أقدم العهود ، فكانت بذلك بودقة أنصهار الحضاره والبداوه(2) . 
     ارتبطت بلاد الشام مع البلدان المحيطة به آنذاك بطرق بحرية وبرية متعددة أسهمت في نشوء وتدعيم علاقاته مع تلك البلدان ، ويأتي في مقدمتها ما يعرف بالطريق الدولي العظيم الذي ينطلق من دلتا النيل وسواحل سيناء ، ليتحول بعدها شمالاً نحو فلسطين حتى الكرمل بالقرب من البحر المتوسط ، ومن ثم يتفرع في طريقين رئيسيين ، أحدهما يسلك طريق الساحل مروراً بصور وصيدا وجنين وسائر الموانئ الشامية ، أما الآخر فيتجه إلى الأقاليم الداخلية فـي بلاد الشام ، فيتجاوز سهل مجدو ويعبر شمال الأردن ليتجه بعدها مباشرة إلى دمشق ، ومن هناك يتجه طريق فرعي يذهب إلى بلاد الرافدين عبر بادية الشام ، أما الطريق الرئيسي فأنه يتجه من دمشق غرباً ليجتاز المناطق الشرقية من لبنان عبر ممر الزبداني ، ثم يسير شمالاً مع مجرى نهري ألاورنت وقادش إلى شمال بلاد الشام ، ليندفع بعدها إلى البحر المتوسط عبر طريق الأبواب السورية عند جبال الأمانوس ، بينما يسير فرعاً منه إلى الشمال الغربي عبر طريق الأبواب الكيليكيه ليصل الأناضول ، ومن هناك يتجه شرقاً نحو الفرات ، ثم إلى دجله ، وجنوباً إلى الخليج العربي(3) . 
     ومن الطرق الأخرى التي تعتبر أقصر الطرق وأهمها وأكثرها أماناً ، الطريق الساحلي الذي يمتد من خليج الاسكندرونه جنوب غرب الأناضول شمالاً إلى جنوبي فلسطين ليتفرع من 
هناك إلى البحر الأحمر أو شواطئ الخليج العربي(1). 
     كذلك ارتبطت بلاد الشام بطريقين مع وادي الرافدين أحدهما يبدأ من سبار بموازاة نهر الفرات مروراً بماري ( تل الحريري حاليا ) والبوكمال ودير الزور ليبلغ تدمر ، ومن ثم إلى منطقه الهوام ليتفرع منها لعدة فروع تتجه نحو الموانئ الفينيقيه ودمشق وفلسطين ، أما الطريق الأخر فينطلق من نينوى ليقطع سهب منطقة الجزيرة الفراتيه مـن الشرق إلـى الغرب مروراً بمدن كوزاتا (تل حلف الآن) وحرانو (حران في الوقت الحاضر) ، ثم يقطع الفرات عند كركميش (جرابلس الآن) وأمار (مسكنه حالياً) ليمر بحلب إلى الشمال من بلاد الشام انتهاءً بوادي نهر الأورنت الذي تتفرع منه عدة فروع جانبيه تؤدي إلى ساحل البحر المتوسط وأواسط بلاد الشام(2). 

 ثانياً : جغرافية مصر :- 
1- التسمية :
   أطلق على مصر في العصور القديمة عدة تسميات ، منها مـا حمل السمه الأقتصاديه كلفظه (كمي) التي شاع استعمالها في اللغة المصرية القديمة في أواخر عهد الدولة المصرية القديمة (2280 – 2052 ق.م) ، وتعني الأرض المثمره أو السوداء لتمييزها عن الأراضي الصحراوية المجدبة ( دشرت ) ، أو ما يعرف بالأرض الحمراء التي كانت تحيط بهـــا من 
الشرق والغرب ، وكذلك لفظه ( تامرا ) ومعناها أرض الفأس أو الفلاحة(3) .
     ومن التسميات ما يدل على السمه الطبوغرافيه كلفظه ( خنو ) أي الأرض الداخله أو الوجه القبلي ، ومنها ما حمل سمة دينيه كلفظة ( حور أديو ) و( سبات حور ) وتعني الأولى شواطئ الإله حور ، أما الثانية فيقصد بها مقاطعات الإله حور ، ثم شاعت لفظه ( أخت ) أي الأرض الطيبة التي تنقسم إلى أرض الشمال ( تامحيت ) وأرض الجنوب ( تاشمع )(4) .   
     وفي العصر الهلنيستي ، عرفت مصر باسم ( ايجيبتوس ) نسبة إلى بلدة Coptos ( قفط في الوقت الحاضر ) الواقعة في جنوب مصر ، أو نسبة إلى كلمه ( حاكابتاح ) ، وهي أسم 
بلدة منف القديمه ( ميت رهينه والبدرشين حالياً ) الواقعة في شمال مصر(1).
     كما ذكرت مصر في الكتب المقدسة ، فقد أسمتها التوراة ( مصرايم)(2)، في حين ذكرت في القرآن الكريم بلفظة مصـر(3)، والأخيره ليسـت بلفظه مصريه بل هـي آشورية الأصل(4)، وتعني فـي اللغه العربيه الصقع أو القطر أو المدينه(5).

2- حدود مصر القديمة وتقسيماتها الطبيعية :
     وتشمل حدود مصر القديمه المنطقه الممتده من الدلتا إلى الشلال الأول عند الألفنتين (أسوان حالياً) ، أي أنها تقتصر على منطقة وادي النيل الأدنى(6)، وهي ذلك الشريط الضيق من الأراضي الزراعية التي كونها نهر النيل ورواها بمائه ، (ينظر : خارطة رقم 2 ) ، أما خارج وادي النيل فلم يكن لمصر حدود ثابتة خلال تأريخها الطويل(7)، ففي عهد الدولة المصرية الحديثة (1570- 1080 ق.م) امتدت حدودها لتبلغ الشلال الرابع(8) .
     ولكن المصريون القدماء لم ينظروا إلى الأراضي التي تقع خارج وادي النيل كجزء من بلادهم ، حيث اعتبروا أن الأراضي التي تقع جنوب الشلال الأول أراضي أجنبية ، لاعتقادهم أن النيل ـ منبع الحياة  عندهم ـ كان يستمد ماءه من صخور الشلال الأول عند ألفنتين(9) .  
     قسمت الطبيعة بلاد النيل إلى وادي ودلتا ، أو ما يعرف بمصر العليا ومصر السفلى ، وهـذا مالم يغب عـن أذهان المصريون القدمـاء الذين أطلقوا على بلادهم أسم ( تاوي ) أي 

الأرضين ، ولكنهم أدركوا في الوقت ذاته استحالة انفصالها ، فالوادي يرتبط بالدلتا بواسطه نهر النيل ، ولذلك تشابهت الحياة البشرية والاقتصادية في كل من الأرضيين منذ أقدم العصور(1)، كما أن ملوك مصر القدماء لقبوا أنفسهم بلقب ( ملك مصر العليا والسفلى ) طوال العصور الفرعونية(2) .
    ضم شقا مصر الكثير من الأقاليم أو المقاطعات ( سبات في المصرية القديمة ) قدرت عشيه توحيد البلاد سنه (3200 ق.م) باثنين وأربعين مقاطعه ، منها اثنان وعشرون في مصر العليا، وعشرون في مصر السفلى(3)، وكان لكل مقاطعة من هذه المقاطعات حاكم يدير شؤونها ويتبع مركزياً للفرعون مباشرة ، كما كان لها شارتها التي تميزها عن غيرها من المقاطعات(4)، وأعتبر المصريون القدماء الفنتين التي تقع جنوب البلاد أولى المقاطعات المصرية ، ربما لأنهم كانوا يولون وجوههم صوب الجنوب إذا أرادوا التعرف على الجهات الأصلية ، أو لأن نهر النيل كان ينبع من الجنوب(5) .
     وتحيط الصحاري الجافه بالوادي والدلتا من الشرق (الصحراء الشرقية) والغرب (الصحراء الغربية) والشمال ( شبه جزيره سيناء ) ، وهي القسم الثالث المكون لمعالم مصر الجغرافيه ، وسنحاول في الصفحات القادمة التركيز على الجوانب البارزة في جغرافية هذه الأقسام الثلاثه ، ثم نتطرق للحديث عن أهمية موقع مصر والطرق التي ربطته‘ بالعالم الخارجي ، لا سيما مع بلاد الشام ، وكالآتي :- 

أ – وادي النيل ( مصر العليا ) :
     3 –  موقع مصر وارتباطه بالعالم الخارجي : 
     تتمتع مصر بموقع استراتيجي حقق لها الكثير من المزايا والفوائد ، فموقعها جعلها أقليما شبه مقفول يصعب اجتياحه بالقوة ، فمن جهتي الشرق والغرب تحيطها الصحاري المرتفعة التي تشكل موانع حاجزة تقيها وطأة الأخطار الخارجية ، ويحدها من الشمال البحر المتوسط الذي يصعب عبوره ألا بواسطة السفن الكبيرة ، كما توجد إلـى جهة الشمال أيضاً صحراء سيناء التي كانت تحجز مصر نوعا ما عن الاتصال ببلاد الشام ، ومن الجنوب تحدها الشلالات النوبيه التي يتعذر الملاحة فيها لضيقها جنوبي الشلال الأول بحيث تستطيع أية حكومة مصرية حتى إن كانت ضعيفه أن تصد أي خطر تتعرض له البلاد من هذا الجانب(3) . 
    كما كان لهذه الظروف الطبيعية ، بالأضافه إلى خيرات مصر وخصب أراضيها ، تأثيراتها الفعلية على عقائد المصريين القدماء ونظرتهم المترفعة تجاه الأخرين ، ذلك أن العيش في الوادي الخصب الذي تحيط به الصحاري القاحلة ، التي عزلت مصر إلى حد ما عن الاتصال بالعالم الخارجي ، ولدت لدى المصري القديم شعوراً بالسمو عن باقي البشر فكلمه (رمثو) الفرعونية وتعني (الناس) كان يقصد بها المصريون دون سواهم من البشر ، أما من كان يعيش خارج مصر فلا يكتسب هذه الصفه ألا إذا أنتقل إلى العيش فيها ، لأنهم أعتبروا مصر هي الأصل ومركز العالم وأن الأرض كنايه عن أرض مصر ( تا ) ، أما الأراضي خارج الحدود المصرية (خاست) فهي أما جبال أو صحاري أو أراضي أجنبية ، وعدوا الأخيرة أماكن رديئه لا تصلح للعيش ، فساكنها شخص بائس وقليل الشأن (( أن بلاد الأسيوي التي يعيش فيها رديئه تعوقها المياه والأشجار والجبال … فلا تعبأ له … أنه أسيوي بائس ))(1) .
    فضلاً عن هذا اعتبر المصريون القدماء  كل ما هـو مألوف فـي مصر فهو المألوف وكل مـا هـو غير مألوف فهو الشـاذ ، وهكذا عندما رأى الفرعون تحتمس الأول (1525-1500 ق.م) عقب اجتياحه لبلاد الشام أن نهر الفرات يجري من الشمال إلى الجنوب على عكس تيار النيل ، أعتبره أمراً غريباً وشاذاً فأسماه بالنهر المقلوب ((ذي المياه المعكوسه))(2).
     ذلك لا يعني أن مصر كانت معزولة عن العالم الخارجي تماماً ، أو أنها لم تتلق أية مؤثرات خارجية طوال العصور الفرعونية ، بل أتصلت بالعالم المجاور والبعيد بواسطة مداخل وثغور تقع على طول حدودها من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال ، فعبر وديان الصحراء الشرقية ولا سيما وادي الحمامات أتصلت مصر بالبحر الأحمر الذي أستخدمه الفراعنة للاتصال ببلاد بونت(3)، وأمم الشرق الأقصى ، حيث أقاموا معها علاقات تجاريه متميزة منذ عصور مبكرة ، كذلك ارتبطت مصر بالبحر الأحمر بواسطة القناة القديمه التي ربطت الأخير بنهر النيل عبر وادي طميلات وبحيرات التمساح والمره التي كانت متصله بخليج السويس خلال فتره طويله من التاريخ، وقد حفرت هذه القناة في عهد الفرعون سنوسرت الثاني سنه(1900 ق.م)، ثم جدد حفرها مراراً غير أنها كانت تترك بين المرة والأخرى لتردمها الرمال ويملأها طمى النيل ، لذا فأن أهمية منافستها للطرق التي كانت تعبر الصحراء 

الشرقيه إلى ثنية قنا لم تكن ألا لمدة محدوده(1).
    وعبر الصحراء الشرقيه أيضاً اتصلت مصر مع بلاد الشام(2)، كما أنها أتصلت بشبه الجزيرة العربية عبر الطريق التجاري الذي يبدأ من الدلتا ويمر بالسويس وينتهي بشمال الحجاز(3).
    ويشكل شمال سيناء المدخل الشمالي الشرقي لمصر ، وهو عباره عن سهل ساحلي يمتاز بوفرة مياهه الباطنيه وكثرة أباره ، لذا فقد سلكه التجار والمهاجرون والغزاة على حد سواء ، حيث خرجت عبره الغزوات والمؤثرات الحضاريه المصريه إلى بلاد الشام ، ومنها إلى بقيه أنحاء الشرق الأدنى القديم ولا سيما في عهد الإمبراطورية المصريه ، كما خرج بنو أسرائيل من الطريق ذاته ، فيما دخل إلى مصر من بلاد الشام عبر هذا الممر الصحراوي الكثير من المهاجرين منذ الألف الرابع قبل الميلاد تقريباً تجذبهم جنان الوادي وخصب أرضه ، وقد نجح جزء كبير منهم فـي أحداث تغيرات جذريه على الساحه السياسيه المصرية كما فعل الهكسوس على سبيل المثال في أواسط القرن الثامن عشر قبل الميلاد(4).
     ومن أهم الطرق التي ربطت مصر مع بلاد الشام عبر سيناء مايعرف بالطريق الدولي العظيم الذي تقدم وصفه(5)، كما أتصلت مصر مع بلاد الشام وجزيرة كريت بواسطة الطريق البحري الذي يعد أكثر أماناً وأقل كلفه من الطرق البريه ، حيث أن معظم التبادل التجاري بين هذه البلدان قد تم عبر البحـر المتوسـط ، وذلك منذ منتصف الألف الرابـع قبل الميلاد على أقل تقدير(6) .
     ومن الغرب يخترق الصحراء الغربية مسلكان طبيعيان يربطان مصر بالأراضي الليبية ، يمتد الأول منهما خلف الساحل المنخفض ويعرف بالطريق الساحلي ، أما الأخر فهو داخلي ويعرف بطريق الواحات(1)، وقد شكل الطريق الثاني المنفذ الحقيقي لتدفق القبائل الليبية الرعوية سلماً أو حرباً إلى مصر عبر الواحات الغربيه منذ عهد الفرعون مينا(2) .
     أما في الجنوب فقد أتصلت مصر مع بلاد النوبه عبر ثلاثة طرق ، أثنين منهما بواسطة الصحراء ، أما الثالث فيمر عن طريق نهر النيل على الرغم من صعوبة الملاحة فيه جنوبي الفنتين ، وقد ساعدت هذه الطرق على قيام النشاط التجاري بين البلدين وأنتقال المؤثرات الحضارية المصرية إلى النوبه ، كما أدت إلى تغلغل النفوذ السياسي المصري لأرض النوبه بواسطة القوه العسكريه أبتداءً من عهد الدوله المصريه الحديثه(3) .
     وعبر النيل أيضاً أتصلت مصر بأرض الحبشة وهاجر الكثير من الأحباش إلى مصر وأستقروا فيها ، ولا سيما أن أهم روافد النيل كانت تأتي من الحبشة(4).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق